اهمية العهد المكي لجماعات الإسلامية في العالم الإسلامي




كلنا يتذكر العهد المكي في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان عهدأ أريد به اعداد جيل يقود العالم بمشاعل من نور فيها قيم الإسلام وشيمه التي اضائت العالم وجعلته يسير في الضياء بعد ان كان يعيش قرونا من الجهل والظلام، وكلنا نتذكر ما لاقاه الصحابة من عذاب وتنكيل على ايدي صناديد قريش فكانت تحمى اجسادهم في الظهيرة على الرمضاء ومنهم من يجلد جلد البهائم ومنهم من توضع الصخرة في صدره لكي يقول كلمة الكفر ولكن هيهات فقد ثبتوا على الحق بارغم ما كان يحدث لهم من عذاب ثباتا قل ان تجده عند غيرهم لإن قلوبهم أضاءت بنور الإيمان، وقد كان صلى الله عليه وسلم يصبرهم على ذلك ويقول لال ياسر (صبرا ال ياسر فإن موعدكم الجنة) مما كان يزيد من عزيمتهم على الصبر حتى عقدت الدهشة صناديد قريش وكأنهم لا يعذبون بشراً بل يعذبون ملائكة لا تحس ولا تتأذى، وقد بلغ به صلى الله عليه وسلم أن وعد سراقة بن مالك بسواري كسرى وكيف كان ذلك الوعد امتحان فوق العادة لإيمان وصدق الصحابي سراقة بن مالك إذ كيف يوعدك بسواري كسرى- كمن وعدك بالحصول على (البيت الأبيض الإمريكي) في زماننا هذا بينما كان لا يستطيع الواحد منهم رضي الله عنهم ان يسير خطوات من منزله حتى لا يتخطفه صناديد قريش بالويل والعذاب وقد صدق سراقة بخبر النبي صلى الله عليه وسلم عندما غاصت ارجل فرسه في الرمال فعلم انه رسول مرسل من عند الله وخالط الإيمان بشاشة قلبه فأزالت درن الجاهلية في لحظات فالماء والنار لا يجتمعان.
نستنبط من هذه المرحلة الهامة من السيرة النبوية انه مامن جماعة اسلامية إلا وستمر بهذه المرحلة سواء كان في بداية الدعوة او اخرها فإنها مرحلة ما زالت مسمرة ولم تنتهي بعد
وستمر بكل تفاصيلها المؤلمة لذلك على هذه الجماعات الاسلامية الحكمة في التعامل مع هذه المرحلة وهذه الاستفزازات التي تواجهها  وألا تستجيب لها لإنها لو استجابت لها وسارت على غرارها وعلى ما يريدون كانت النهاية لا محالة.
ومما نستنبطه من هذه المرحلة الهامة ايضاً انها بدأت بالدعوة إلى التوحيد وأن ما مر بهم من عذاب وتنكيل ليس لرغبتهم في تبوء منصب دنيوي ينالوا به الرئاسة في قومهم إنما لدعوتهم لتوحيد وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) حتى قالت قريش (أجعل الالهة إلاها واحدا إن هذا لشئ عجاب)  فكان رد المشركين في ذلك الزمان وفي كل زمان (حرقوهم وانصروا الهتكم ان كنتم فاعلين) ومن هنا بدأت معاناة المسمين في ذلك العهد  فكان النبي صلى الله عليه وسلم يصبرهم ويذكرهم بأن ما يلقونه من عذاب الان وجد مثله وأكثر منه الاولين مع انبيائهم كقوم اسرائيل وفرعون و قصة اصحاب الأخدود وغيرهم من الامم وقد كان ذلك يمثل لهم دفعة معنوية كبيرة لصبر على ذلك.
أقول وأوكد مرة اخرى ان التغيير الحقيقي لا يتم عبر السلطة دائماً بل عبر الدعوة الى الله بتوحيده ودونكم قصة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه فقد كانو ضعافا يتخطفهم الطير فصبروا ودعوا قومهم الى التوحيد الخالص وحده سبحانه حتى دانت الجزيرة العربية كلها لله وأصبحت كلها تلهج بشهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فتوحدت بعد تشرذم وتمزق وقويت شوكتها  وتمخض منها رجالا نشروا دعوة التوحيد اولا في اقطار العالم حتى ملكوا كسرى وقيصر وحتى ألبس سراقة بن ماالك سواري كسرى وهي تتلاْلاْ في يديه وقد تيقن وازدادا يقينا على يقين انه صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك على الجماعات الإسلامية ان تدرس هذه المرحلة المكية الهامة من  تاريخ الدعوة وتعلمها لإبنائها وان تنظر إليها بعين ثاقبة فاحصة وان تبدأ بما بدأ به الرسول صلى الله عليه وسلم فالحرب بين الشرك والتوحيد ما زالات قائمة ابد الدهر لا تنطفئ نارها حتى يرث الله الارض من عليها.
وأخيرا فإن هذا العهد والمرحلة المكية تمثل كمخاض الجنين من بطن امه فمجرد قليل من الصبر والحكمة يكون المخاض سليما وإلا كانت النهاية الحتمية الحزينة.




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رواد مغني اغاني مسلسلات الأطفال في العالم العربي

مراسم تغيير الحرس الجمهوري في السودان

لماذا لا نعيد ترتيب أشيائنا الصغيرة؟