حدثوني عن قلب الأم

Photo by Steve Halama on Unsplash


بالله عليكم أخبروني عن قلب الأُم!
أي قلبٍ يعامَل بمثل ما نعامله اليوم؟ أي قلبٍ انتُهك مثل قلب الأم؟ أي قلب بكى على حالنا إلى اليوم؟ أي قلب ما زال ينبض بالعطاء إلى اليوم؟

أي قلب ضحى بثمرة فؤاده من أجل أبنائه وتمرغ في دروب الحياة من أجل أن نتنفس الصعداء من أجل أن نصرخ في وجه الأم، من أجل أن نقول: أف لك أيتها الام!

فبالله عليكم حدثوني عن قلب الأم!
إنه قلب نبضاته مرتبطة - كحبلٍ سُري - بقلوب أبنائه، فإذا أصاب هذه القلوب شيء نبضَ قلب الأم كالمِرجل مسعفاً لهم قائلاً : ولدي حبيبي هل أصابك مكروه؟

حدثوني عن قلب الأم..
صرخ الرجل في أمه قائلاً: لقد قرفت منك، لا أطيقك ولا أطيق سماعك.. وتدندن له بعض نسائه بالشر تجاه أمه، ويطاوعه هواه وشيطانه أن يصيبها بمكروه!
وقلب الأم يقول: ولدي حبيبي هل تريد شيئاً؟ هل ينقصك شيء؟ هل أعطيك شيئاً من سواد قلبي، من علقة قلبي، من روحي كلها.. هل تريد شيئاً؟
والابن ينظر بامتعاض إليها قائلاً في نفسه: ما لهذه العجوز الشمطاء تنغص على حياتي وتقض مضجعي.. متى أتخلص منها!!

فقط حدثوني عن قلب الأم..
وما زال قلب الأم ينبض بكل حب وعطاء، وما زالت خناجر الشر تتربص بها، تكيل لها بمكيال الشر مقابل مكيال الخير. وما زاد هذا القلب إلا إصرار وتمسكاً وإيماناً بمهمته، ولكن اجتمعت كل الشرور
وأرادت هذه الشرور أن تتخلص من هذا القلب، فما عاد هذا زمانه، فقد انقضى مثل زمن هذا القلب فلا بد له من نهاية.
والأم تشعر بكل ذلك، فتقرر الخروج والهروب وهي تكفكف دموعها من نفسها وقلبها، وتقول: سيشتاق لكم قلبي يا أبنائي.. أرجوكم كونوا بخير وسأزوركم إذ لم تزوروني وأتفقدكم كل لحظة وكل وقت.

ثم زعموا بعد ذلك أن لهذا القلب يوماً سُمي (بعيد الأم)..
أيستحق قلب مثل هذا عيداً من إنشائنا؟
عيدٌ لا يكون فيه أي حب!
عيدٌ عبارة عن قالب حلوى فيه بضع كلمات باهتة صفراء شاحبة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبلها العذاب!

ثم زعموا للأم عيداً..
فحدثوني بالله عن قلب الأم..
والرب جل في علاه توعد من أصاب هذا القلب الكسير بمكروه أو أصابه بخدش في مشاعره أو بأي شكل آخر، فإنه يحل عليه سخطه وغضبه وتحل عليه لعنة فعله هذا في الدنيا والآخرة.
والرب سبحانه قدم وعظم حق هذا القلب وقضى أن يعامل بإحسان ومعروف وبخفض جناح الذل من الرحمة والدعاء بالرحمة له.

ثم يزعمون بعد ذلك أن للأم عيداً..
فحدثوني بالله عليكم عن قلب الأم..!


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/spotlight/0/126450/#ixzz68pn78IFr

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رواد مغني اغاني مسلسلات الأطفال في العالم العربي

مراسم تغيير الحرس الجمهوري في السودان

لماذا لا نعيد ترتيب أشيائنا الصغيرة؟